أجريتُ جولة ناجحة”، بثلاث كلمات لخص أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، زيارة إلى تركيا استمرت يوما واحدا جرى خلالها بحث “ما فيه خير ومصلحة للشعبين”.

وبعد مغادرته العاصمة التركية أنقرة، كتب الأمير تميم على حسابه في “تويتر”، “أجريت مع أخي الرئيس رجب طيب أردوغان في أنقرة جولة ناجحة من المباحثات حول الشراكة القطرية التركية”.

وعلى تغريدة أمير قطر، رد الرئيس التركي بأخرى، أكد فيها مواصلة “تعزيز تضامننا في كافة المجالات مع الشعب القطري الشقيق الذي تربطنا به علاقات ودية متينة”.

وعند ظهر الخميس، وصل الأمير تميم، العاصمة التركية أنقرة، للمشاركة في اجتماع الدورة السادسة للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين، وكان في استقباله وزير الخزانة والمالية التركي، لطفي ألوان.

وتوجه بعدها إلى المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، حيث كان في استقباله الرئيس أردوغان وسط مراسم رسمية، قبيل انعقاد اجتماع اللجنة، برئاسة الزعيمين.

وعقد الزعيمان اجتماعا ثنائيا وآخر موسعا على مستوى الوفود من البلدين، قبل أن يشارك الرئيس التركي وأمير قطر في مراسم توقيع 10 اتفاقيات في مجالات مختلفة تضمنت، مذكرة شراء حصة من “مجمع استنيا بارك” التجاري، ومذكرة تفاهم بين جهاز قطر للاستثمار و”شركة هاليك ألتون” للاستثمار المحتمل في “مشروع القرن الذهبي”، ومذكرة شراء حصة من بورصة إسطنبول.

كما تضمنت اتفاقية بيع وشراء لميناء “أورتادوغو أنطاليا” بين شركتي “غلوبال ليمان” و”كيوتيرمينالز”، ومذكرة تفاهم بين هيئة المناطق الحرة ووزارة التجارة التركية، وإعلان مشترك بشأن إنشاء اللجنة الاقتصادية والتجارية بين وزارة التجارة والصناعة (في البلدين).

إضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون في مجال إدارة المياه، وخطاب نوايا بين وزارة المالية القطرية ووزارة الخزانة والمالية التركية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجالات شؤون الأسرة والمرأة والخدمات الاجتماعية، وإعلان نوايا بشأن تبادل الدبلوماسيين في وزارتي خارجية البلدين.

كما وقع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ونظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، البيان الختامي لاجتماع الدورة السادسة للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين.

وفي اجتماعهما الثنائي، بحث الرئيس التركي وأمير قطر علاقات التعاون الاستراتيجية بين البلدين، في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والدفاعية.

وجرى أيضا “مناقشة أبرز القضايا الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر حيالها، وبالأخص مستجدات الأوضاع في فلسطين وليبيا وسوريا”.

وبعد ذلك، زار الأمير تميم والرئيس أردوغان، “مكتبة الأمة” بالمجمع الرئاسي في أنقرة، واطلعا على بعض ما تحويه من كتب ونشرات دورية وحوليات وأطروحات جامعية”.

واطلعا أيضا على “قاعدة بيانات الكتب الإلكترونية” و”معرض النضال الوطني” المكون من تحف مميزة شاهدة على مرحلة حرب الاستقلال وتأسيس الجمهورية.

وغادر أمير قطر تركيا في مراسم تمت بحضور وزير المالية والخزانة التركي لطفي ألوان، ومتحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، وسفير قطر لدى تركيا سالم مبارك شافي آل شافي، وسفير تركيا لدى قطر مصطفى كوكصو.

وشكر الأمير تميم، الرئيس أردوغان، على حفاوة الاستقبال، كما تمنى له وللشعب التركي المزيد من التقدم والرخاء، وفق بيان صدر عن الديوان الأميري القطري.

وتأتي الزيارة في ظل ما تشهده علاقات البلدين من تطور متنام وتعاون متواصل على مختلف الأصعدة، مع تناغم سياسي كبير بين البلدين واتفاق في وجهات النظر تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما بمنطقة الشرق الأوسط.

وتُعد تركيا وقطر شريكين استراتيجيين يتعاونان في العديد من القضايا على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية، وشهدت العلاقات الثنائية تقدما ملحوظا في السنوات الأخيرة بكافة المجالات.

تجدر الإشارة أن اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين قطر وتركيا تأسست عام 2014، واستضافت الدوحة دورتها الأولى في ديسمبر/ كانون الأول من العام التالي.

وانعقدت خمس دورات للجنة منذ عام 2015 بالتبادل بين البلدين، عقدت الثانية في طرابزون بتركيا 2016، والثالثة بالدوحة 2017، والرابعة في إسطنبول 2018، والخامسة في الدوحة 2019.